الجمعة، 15 أكتوبر 2010

السفر فوق المناكب



كتبت ما كتبتُ

و احتميت

بحائطٍ يلفهُ الديجور

يعتنق الخراب

فيعتذر عن صمتهِ

و سطوة التراب

كتبت ..

عن هيكلٍ يفتٌّ للحُتوف ..

بقايا لرغيف

ومعولٍ صموت ..

يدق باب الموت

وطفلةٍ عمياء ..

قد قُـطعت أشلاء

ها أنا ..أستنشق الرحيل في الخواء

أشتهي باباً لنورٍ في الظلام

باحثاً عن قشة في بحر

حاملاً .. صراخي وخُطاي

ونعلي في يدي ..

وأنا المهدور دمي ..

أتلمّس في ضفاف النهر

خصلة من شعر

أرسَلتْها الريح

أبحث في ضفاف النهر

عن مرايا صدئة

عن أنامل عن زهور مهملة

وبقايا لقصائدٍ ممزقة

فهذه دماء النافرين

من السراب إلى السحاب

و حائط الديجور ..

مازال يعتنق الخراب

.. المجد للخراب

المجد في زمن الذئاب.. للذئاب

والموت للبراءة

الموت للطهارة

الموتُ يُبذرَُ والحرثُ  اليباب

... خلعت جثتي عن كاهلي

المثقل بالذنوب

وبعتها بوزنها تراب

واستحلت طيفاً

من عذاب .



هناك 9 تعليقات:

  1. العزيز / علي الفسي
    ها أنت عدت بعد غياب محملاً بكلمات رمادية اللحن ..وموسيقى جنائزية وقصيدة يباب ، الحياة فيها تشتهي الموت والموت يستحي من الحياة .
    أسعدتنا عودتك رغم هذه التشاؤم المثقل بالعذاب والإنكسار ..
    لك مني مودة وحب وهذه الكلمات بصوت الشلطامي :

    ويلي أنا الظاميء والبئر بلا قرار
    العهر والجبن وذل التيه،والفرار
    أين ؟ وهذا الكون تحت قدمي ينهار


    أخيك عبدالحفيظ أبوغرارة

    ردحذف
  2. عزيزي علي الفسي
    أقف عند كلماته " قصيدة يباب " واتساءل ماذا يرديد أن يقول عبدالحفيظ بوغرارة ؟
    أسماء الجيلاني

    ردحذف
  3. أخي علي الفسي..
    هذه القصيدة ذكّرتني بزمن مضى..لازلت أذكر حين سمعتها أول مرة..ولازلت أذكر تلك الأحداث العصيبة
    التي أفرزتها..دمت مبدعاً أخي العزيز ولك تحيّاتي.

    ردحذف
  4. العزيز / علي الفسي
    لا أدري كيف استقبلت تعليقي السابق على نصك هذا ؟
    ولكني أقول لك وبكل صراحة أنا أتجاوب مع النصوص الشعرية بالحس قبل العقل( أحيانا ) ولا أدري إن كان هذا عيب أو ميزة وغالباً ما تكون انطباعاتي على النصوص من منطلق ما أثارت فيً وما حركت من مشاعر كامنة في أعماقي ..
    كلماتك كان لها وقع كبير عليً وتأثير فيً حتى أني توجتها بكلمات شاعرنا الكبير الشلطامي الذي يحتل مكانة كبيرة في قلبي تمتد بمساحة الوطن الذي عشقه وأحبه وكتب له أروع القصائد .
    ولقد جاء تعليق الأخت أسماء الجيلاني ليؤكد لي أني ربما قد أسأت التعبير أو أنها هي التي أساءت الفهم ، وأقول لها : إنما قصدت باليباب أجواء القصيدة والظروف الموضوعية التي قيلت فيها ، فمنذ القراءة الأولى لهذه القصيدة – وأنا دائماً لا أكتفي بقراءة أولى – دخلت في عوالم تبدأ من الديجور والخراب والصمت والتراب ومعول صموت يدق باب الموت وطفلة عمياء قطعت أشلاء .. إلى آخر ما جاء في القصيدة من كلمات و معاني تجسد الشعور بالخراب واليباب والإحساس بالفراغ والخواء. . وهذا إحساس صادق وحقيقي طالما راودني حتى قبل أن أقرأ قصيدتك والتي أجزم بأنها لامست حقيقة ما يعتمل في الأعماق لا بل في أعماق الأعماق .
    ولعل الإجابة عن سؤالها جاءت في تعليق الأستاذ سالم الكواش ( أذكر تلك الأحداث العصيبة التي أفرزتها ).

    أعتذر عن سوء التعبير أما سوء الفهم فلا أملك له أي حيلة .

    أخيك / عبدالحفيظ أبوغرارة

    ردحذف
  5. أخي عبد الحفيظ .. عرفت منذ الوهلة الأولى أنك تعني اليباب الذي يقصده النص ..
    ولا داعي للاعتذار فمكانك دائماً دافئ في هذا البراح .
    دمت متواصلاً يا صديقي ..

    ردحذف
  6. الأخت أسماء الجيلاني
    أقف أنا أيضاً عند كلماتك وأتسائل .. فقد دخلتِ فقط لتعلقي على تعليق الأخ عبد الحفيظ بوغرارة ولم أسمع منك أي شي حول النص موضوع التعليق
    ( ألا يدعو هذا إلى التساؤل ) .
    أرجو أن يتسع صدرك لكلماتي .
    والسلام عليكم

    ردحذف
  7. عبد السلام الحجازي22 أكتوبر 2010 في 11:54 م

    تذكرني هذه القصيدة بذلك المخلوق الأسطوري,( التنّين )فكل سطر فيها لسانٌ من لهب .. أخي علي ( المجد في زمن الذئاب.. للذئاب ) . لو أرهفت الذئابُ السمعَ لهذه القصيدة لتساقطت وجوهها .

    ردحذف
  8. (ملوك العبيد ملوك عبيد).. ميخائيل نعيمة
    ومجد الخراب ما سيكون...؟
    ( بذلت لها المطارف والحشايا فعافتها وباتت في عظامي )..المتنبي
    خيرا فعلت بان خلعت جثتك وبعتها.
    (وجدت ألام الحياة أكثر من ملذاتها، فوددت لنفسي الراحة فأحببت الألم).. ألفرد دي موسيه
    جميل أن تتحرر من جسدك لتستحيل طيف من عذاب .
    ****
    (ما اللؤلؤة إلا ابنة الألم الطويل وثمرة داء دفين)..مي زيادة
    لكن لا تسمي كل هذه الشفافية والصلابة وتعدد الزوايا والانكسارات إلا( ماسة )
    ****
    أحييك وأثمن ماستك وأهديك وليدة أخرى للألم , صورة أخرى للعدم/

    (داء تخلل في العظام فردها.. فلذا وأشلاء على أشلاء
    سالت على حد المباضع مهجتي.. فشفارها مصبوغة بدمائي
    وتشابهت مني الجراح فأصبحت..حفرا تضل بها عيون الرائي
    ويح السفينة في الخضم شريدة..فكأنها منعت من الإرساء
    كأسي على الألم الدوي شربتها.. ممزوجة بمرارة ودماء
    لم يبق للندمان بعدي قطرة بالدن في خمارة الأرزاء
    صبحي آمر من المساء فعيشتي موصولة الظلماء بالظلماء
    أواه لو كان الرقاد يزورني.. لرضيت من دنياي بالإغفاء
    لا يلتقي جفناي إلا خلسة .. فكأن بينهما قديم عداء
    ألمي يشق على الخيال لحاقه ..فيتيه بين البحر والصحراء
    هو كل أهات العصور تجمعت ..مروية بمدامع الشهداء
    فاذا مررت على الجريح تعوده..فلقد أتيت مدافن الأحياء)
    الشاعر/ بولس سلامة

    ردحذف
  9. الشاعر الكبير سالم الكواش
    الشاعر الكبير عبدالسلام الحجازي
    الأدبية والناقدة الكبيرة وفاء الحسين
    أتشرفُ أن تكونوا بين غيوم نصوصي تغتسلون بحسِّها، تطاردون ظامئ حروفها وتستبطنون هواجسها، وتستخرجون سنوحها،تتذوقون لحائها وتُغذُّون عروقها..
    .. سأنفقُ كلَّ معجمي اللغوي كي أكفيكم أيها الأحباب.
    دمتم بخير

    ردحذف