الجمعة، 4 سبتمبر 2009

( 6 )

.

بين ميلاد المسيح ... وليلة القدر
رأيتُ فيما يرى النسيان ..

عجوزاً تلفُّ النيل في عباءتها

تنتظر اخضرار السنابل

عينان ضارعتان

جبهة ٌعلى الجدار تضيء شحوب الشمس

لم تعرف المناديل الناعمة

ولا موائد الزفاف

على وجهها تضاريس المدينة المعتقة ..

تجرٌُ خلفها زمناً لا نهائي التلاشي

قالت وهي تُلقي بضلوعها .. وتعدها

: منذ الأربعين الأولى ..

وأنا أنتعل المنفى ..

وأتسربل بخيوط عنكبوت ..

أنتظر موتي الثاني

منذ الأربعين الأولى

وكفٌُ النيل المتقرِّح ..

مازال يحلم بتابوت ٍ

يتمرغ بين جموع الموتى الطيبين

صَرخَت : فتشوني ..

فلن تجدوا .. سوى موجة زرقاء

أتكئُ عليها ..

وأرى فيها وجهي

خرافةَ فسيحة الأغلال

ثم اغرق فيها ..

* * * *

رأيت فيما يرى النسيان

قصيدة ً تمشي حافيةَ المعاني ..

فوق قممٍ مدبَّبة البلاغة .. والحروف

ومازال هناك مُتسعٌ من الخريف

لأحرثها علي جسدي ..

كي لا أصير رقماً في تقويمٍ علي الحائط

وعقارب الساعة ..

تشير إلي فاصلةٍ بين شهيقٍ وزفير ..

وقصيدتي الحافية ..

تفلسف هواجسي

ثم تغرقُ في السيول

كنت أبحث عن علاقةٍ ..

بين حزنها ..وذلك النيل ..

قصيدةٌ .. عجوز .. ورغيف يجر نهايات السنابل

انتعلتُ حزني ..

وصرخت في وجهها ..

إنتحري ..

إنتحري ..

إنتحري وإلاَّ .. سأقتلك ونستريح ..

.

هناك تعليقان (2):

  1. تجولت بين نصوصك
    فوجدت حس غير عادي بالشعور بالزمن .. لذلك اقول لك لنا موعد ذات وقت .
    عبدالحفيظ أبوغرارة

    ردحذف